Saturday, September 22, 2007

وبيدلعوني يقولولي يا ديسومبرررر




إخضرت حكاوي بلدتي
... بلد العجين وفواخير البر الشرقي ،وعلي إضاءة شوارعها بعد أذان المغرب حيث يتسربل الناس بخيوط النهار ، وتضع سماء البلدة - التي صنعها أهلها لها منذ الأسره الثلاثين - خفوتا يرمي ضلا علي عيون بيوتها ونواصيها ،حينها فقط تبدأ " اللمض الجاز " بوضع لمساتها الرومانتيكيه علي المجال المعلق حول السماء من أعلي البلدة حتي الأعماق ليهدأ الناس أمام بيوتهم رائقي البال..يغطيهم دفا أفران العجين المغموس برائحة القمح الذي عبأ البلده طوال النهار لتهدأ عليه روحي ليلا. ..وانت فقط تستطيع ان تصعد إلي قمم عاليه لتري بلدتنا بسمائها وجوها الرومانتيكي ..او حتي تصعد للفضاء لتراها من اعلي ...فبلدتنا علي ما تذكر الأسطوره هي " بلـــــــــــدة الإلــــــه"






في شارعنا لبيت جدي ...ويطلقون عليه " شارع البوابتين" حيث ناصيتين للشارع لكل واحده بوابه ..وتغلقا ليلا علي اهلها ... وحارتنا هي الحاره الثانيه لنفس الشارع..تشبه الحواري ف بلاد الشام ... حيث سلالم حجريه ف المدخل تهبط عن الارض امتار لتتوازي البيوت بشكل طفولي كما " الطابور "علي الجانبين وبينهم " زقاق"يحمل علي ارضه رسم الصبيه لألعابهم وخطوطهم بالطباشير ..وتنورات تلعب " الحجله " عليها ونساء يحملن اطفالهم ف جيوب تتدلي من بطونهم و تستطيع انت ان تتمدد وقت العصاري مغمض العينين لتسمع صوت حارتنا..فلحارتنا صوتا يميزها كما البحر..




وعلي ناصية شارعنا..يجلس - صانع الطبل والفخار - و هو يرص ف هرمه سطرا سطرا...ويدعونه " ستان" . وانا بالأعلي اتسربل ف عوجاتي علي صفحه كراستي " التسع أسطر" اكتب عوجه واخطف نظره فتنقطع الصفحه وينقطع نظيرتها من الضفه الاخري للكراس حتي تصير "غلافا يضم ورقتين" ... أما ستان بين يده عجينه لا تنفلت أبدا . .. يذكر.. انه تشتهر بلدتنا بصناعة الفخار منذ التاريخ..ولدينا أكثر من فاخوره ، وبينما تنخرط الفواخير بصناعة القلل والاواني قرر هو ان يداعب الصغار في طفولتهم فلم يصنع " قلل" او " اواني ".. فقط اختار" الطبل" واشياء اخري تسرق العين



علي الطريق الموصل لربطة عنقي السابعه..أري عيني مسحوبتين عند أطرافهم وقدماي تلتوي نبتتهم لأسفل مهروله لتلحق ب " صندلي" السائر ف ركبه - دائما رباطه مفكوك - بينما يجلس" سيد ستان" أمام هرمه المرصوص من أسفله لأعلاه كما لو ينز بين جوانبه بطوابق من الصمغ .. وعيونهم - الملفوعون علي الاصدار- تتابعه من الأكتاف حتي تندهم النداهه فيجيبوا ف ندهة اخري ... بينما كوني بكرية أمي ..فقدماي هي التي تلفعني فوق صندلي السائر دوما...وبإمكانها أن تتآمر معي فتتكعبل امامه او حتي تتسمر كما لو دقتها من اعلي رأسي للأرض..و عيني تتابعه من الخلف حتي يهبط الطريق عن رأسي ، فتعود مسحوبه ل " جيبة امي المنقوشه" لألعب لعبة " الدواير" معها .




( واحد اتنين سرجي مرجي ، انت حكيم ولا تمرجي ، أنا حكيم وبتاع صحه ، العيان أديله حقنه ، والفسكان أديله لقمه ، صلي عليك يا نبي ، ياللي بلادك بعيده ، فيها فاطمه وحميده ، حميده ولدت ولد ، سميته عبد الصمد ، خطفت راسه الحدايه........)

أدندن فجرا في طريقي لحصتي ..حيث الطريق مفرود علي جانبيه وعينان تطوي "العماص" في الجزء المنقرض منها تحت الجفن . و لا تري الطريق امامها وانما ترمي بنظرها علي الجوانب حيث " المصاطب ".. لتنعقد قدمي عليها صاعده ثم هابطه ثم صاعده ..سيرا.. في خطوط متوازيه..راكنه بكفي الطري المعجونه صوابعه بحركات الرقم " 8" والحرف " ش" علي الحيطان..خوفا من ااختراع يدعونه الفلكه وصوت امي يزعقني" امشي عدل"




في بيتنا ظهرا.. يدار التليفزيون علي " افلام ابيض واسود" حيث الراحه والهدوء تدخلا من " شراعة الباب " ويخرج منه صوت فؤاد المهندس وهو يقول عبارته الممطوطه" وبيدلعوني يقولولي يا ديسومبرررر" لتلقط أذني بمنقارها الطويل كلمته بموجتها الصوتيه ..ثم اهطل علي ذاكرتي وانزل لشارعنا ويسألني احدهم " اسمك ايه يا شاطره؟؟" فأضع يداي علي خصري ..رافعة بإحدي فخذي ع الاخر .. فيبدو جسمي علي شكل هندسي " منحني"..بينما الون وجهي بدلع البنات المرق واقوله " بيدلعوني يقولولي يا ديسومبرررررر" تخرج الضحكات تزين الشارع..وتطلي وجهي الدائره او كما تطلق عليه جدتي " الأورسه" باللون الاحمر

Thursday, September 20, 2007

ما تيجي نتزخنق جمب الحيطه




أنا : بقولك
هو: ها؟
أنا: ما تيجي نتزخنق جمب الحيطه
هو: نتزخنق !!!!!
أنا : اه نتزخنق...يعني نتخنق من كتر الزنقه
هو: .................
انا: انا نفسي ف حيطه موف ونتزخنق جمبها
انا: حاسه اني عاوزه اتغطي ف مساحه صغيره
انا: .............
انا: حاسه اني محتاجاك
هو:............
انا: تيجي؟؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اللوحه للفنان الالماني " ساندرو كوب" 2001
fetal : 60 cm by 40 cm


Wednesday, September 12, 2007

مش هعيش من غير عيونك

الآن...عقدت شعري ثلاث عقدات حتي صار طوله مناسبا ...ينحني عن " أسفل دهري" منحني واحد..ونفضت خبرتي عن " قرون الخروب" الداعي للتشاؤم بنظر امي..ثم..باقي بضع قضمات ونكهه معلقه ف " سقف حلقي" وشكل هندسي هلالي و"شوية بذور" ربطتها عن قلبها بخيط واحد حتي صارت أرواحها معقوده علي بعضهاولديها خمس قضمات وأكثر لتنفلت



أنا : رمضان كريم يا لولي
جدتي: الله أكرم
أنا: ورمضان كريم بردوا
جدتي: يختي لماضه وخلاص
أنا: أتلمي يا لولي والله مش كل شويه
جدتي: بطيخ شخشخ ف لبه يختي...هو يكرهني وانا احبه
أنا: أسم الله ... أسم الله
جدتي: هتشيلي المنوكير امته
أنا: ليه؟
جدتي: عشان تصلي..مش رمضان كريم
أنا: منا هصلي بالمنوكير
جدتي: أسم الله...أسم الله
أنا: ان الله جميل يحب الجمال
جدتي: اه ..وما يحبش قلة الادب
أنا: هيهيهيهي



أنحشرت الايام داخل عنقها..هي وحدها تعلم كل شيء ..لدي بيتا مثلثا عند سقفه وبابه من زجاح ويدعونه " فانوس" هي وحدها تعلم انه مربوط علي سنتي السادسه وبغرفتها للخزين وحدها أستطيع ان أسترجعه..
فاتت خمسة عشر عاما علي كلمة " وحوي يا وحوي" وفات نظيرهم أيضا علي مفتاح غرفة جدتي " غرفة الروايات" وحكايات مدينة العجين وتلاضم بذور الخروب ورمضانات بلاد الطين الوحيده

علي ناصية شارعنا.. كنت أراه تنينا يجلس.. كان لونه أخضر وله شعرا بمبي..و عروسه بيضاء وكان يجلس ف غرفتنا للروايات ليلا...انت تستطيع ان تراه يداعب جدتي وتستطيع ان تسمعها تدلله وتدعوه " يا سي محمد "وكان لديه "شامه" أسفل انفه علي الطريق لصفين من الاسنان البيض تلمعان وسط خضاره.. تستطيع ان تلحظني ايضا وانا افركها له ثم أتركها
وتستطيع انت تلمح عيني تقول له" انت تنين خيالي" - وهذا الرمضان يا جدي- لدي تنيني الأخضر أيضا.. أستطيع انا أخذ مكانها وأدعوه" يا سي محمد" أخترته تنينا مثلك ولونه أخضر لونك ولون احلامي ولسنا بحاجه لغرفة الروايات ..سوف نسكن بين شرائح البطيخ مدللين إيانا للأخر..أستطيع ان انظر الي عينك الان وأري اسنانك تحبني بين ذراعي تنيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كل سنه وانت طيب..إمبارح سمعت عمرو دياب بيقول ف اغنيه تسعينيه كدا وكليب كان عامل فيه " بفه" جمله حلوه اوي
" مش هعيش من غير عيونك" انا مش فاكره الاغنيه بس
جمله معبره جدا جدا
كل رمضان وشوية حكايات وكل فرن عجين وفانوس بشمعه وانت طيب
والنهارده بدل ما اقولك كل سنه وانت طيب
(عبارة الناس الوحيده..اللي ما عندهومش عيون تحبها اوي)
خليها ( مش هعيش من غير عيونك ) ا


Sunday, September 9, 2007

ظهيــــــــره أربعينيه

علي اليمين..تجلس الحمالات المتدليه دائما والساقان المربوطان علي بعضهم ف شكل ضفيره قمحية اللون ناعمة الملمس وشعرا علي شاكلة كلمة " سيشوار" وكلمة "صبغه" وكلمات أخري..وجلسه تتعوج بها انثناءات محبوسه داخل " تي شيرت" بلون الحداثه

علي الوجهه المقابله..بموازاة الشعاع المنبثق من عينين مرسومتين بخطين كحل .. يجوبان ف المكان ثم يهبطا علي جسمها يتأكدا انه ما زال جميلا او يرضيها..يتربع هو علي مسمي " ميلودي هيتس" أنظر...كيف يستقر نظرها ...هي حتي لا تعرف كيف


هي: شوفتي يا بت يا سوسو البنات
سوسو: اه جامدين
هي: رفيعين اوي
سوسو: اه جسمهم مشدود كدا
هي: الواحد نفسه يكون زيهم كدا
سوسو: اه رياضه كتير بقي واكل قليل
هي: طب بصي كدا يا سوسو(تنهض امام المرآه وتضم التي شيرت للخلف وتنظر لجسمها) والله مش تخينه
صح؟
سوسو: لا مش تخينه ولا حاجه
هي: هو بس مشكلتي ف الكرش دا
هي: مش عارفه اعمل فيه ايه والله
سوسو: بس مزه بردوا والله
هي : بجد؟


علي اليسار قليلا...يجلس هو علي بطنه..وقدميين مثنيين لأعلي يداعبان الهواء...عاكف رأسه علي كراس بها الرقم " واحد"و الحرف " ألف" بعوجات مختلفه. لا يزيد طوله عن " نص متر" وبين عجينه صوابعه اللينه قلم رصاص مقشور واجهته واستيكه مقضومه..و" مناخير" سائله انت تستطيع ان تلاحظه وهو يمسح مناخيره بكمه وتستطيع ان تسمع كلمتها بالاعلي
" إمسح بالمنديل " إنظر

معقوله دا خرج من جوايا ؟؟
يعني الروح دي كانت جوا جسمي وخرجت
وهيكبر بقي ويبقي كيبر اوي واستغرب ان كل الراجل دا خرج مني؟
الواحد معقول كان صغير كدا ؟؟
كبرنا امته بس؟؟



عبارة" أكتشف كريستوفر كولموبس الامريكتين" ما معني هذه العباره؟؟؟
انا لا استطيع تخيل ان البلاد تكتشف هكذا..
ما معني ان يقوم فرد برحله ليكتشف مكان جديد كبير مثل امريكا الشماليه؟

كنا ف العام 1967 عندما عبثت مع درسها الاول ..وقرأت هذه العباره..كالعاده أسفل سريرها جلست لتحكي مع روحها...هي تستطيع ان تنفلت فوق العقده المربوطه علي روحها ..او تستطيع ان تتجاهلها..أو حتي تؤجلها
فات أربعون احتفال ..علي قطعة التريكو الصغيره الملفوفه داخل " بشكير " لتدفي وتكبر فات عليها اربعون احتفالا انا اذا فتحت " البشكير" وجدتها فائره أو وجدتها كما هي
انظر...هي تظن ان العام 1967 بالأمس..هي كانت تفكر ف كرستوفر كولومبس قبل الاحتفال الماضي



علي الكنبه الممدوده امام التليفزيون..تفرد جسمها ثم تنظر إليه حتي تجده ف نظرها لائق وبلا انثناءات او جيوب دهنيه..يتحرك " أحمد السقا" الحبيب البطولي كما تتمني و "نور" ف أحداث فيلم" شورت وفانله وكاب" علي حدود رموشها المحيطه تخرج ابتسامة رضا ..وعلي حدود شفتيها تخرج كلمتها " الله...ما كنش الواحد يحب كدا " يالا بقي..وتذكر نفسها بانها رومانسيه حالمه


با ستداره أكثر تساعد " راسها" علي التمايل للخلف...كأنها تستجلب أشياء مهمه...تركنها هي..وتربط بساق علي اخري حتي يظهر ف محيط عنيها اظافر قدميها المثقله بضغطات فرشاه حمراء بدقه من " إزازة المنوكير" حتي تبتسم قليلا للمنظر ثم تعاود جلب أشياء اخري
هي لا تعلم لماذا تتذكر معاكستها النهاريه اليوم " ياحلاوتك يا بطه "
و لا تعلم لماذا تشعر بالرضا الان منها
ولماذا تتذكر مجاملة صديقها اليوميه " إيه الشياكه دي"
فقط هي راضيه الان وتستدعي للتذكر أكثر



هي: شوفتي صورتي دي يا سوسو
سوسو: اه حلوه اوي
هي: تحسي انها شبه مين كدا
سوسو: شبه سعاد حسني
هي:" مبتسمه" بجد
سوسو: اه خالص حتي بصي بصة عينيها
هي
: اه والله خالص..دا انتي اروبه وبتفهمي يا بت
هي: دا حتي مره واحد معايا ف الشغل قالي انتي شبه سعاد حسني